اختر لغتك ^^

2012-08-22

عيدنا عيدين مع أطفال مركز الحسين



بفضل الله و توفيقه أمضينا بالأمس نهاراً جميلاً و مميزاً بعنوان عيدنا عيدين مع أطفال مركز الحسين استشعرنا فيه عظم نعم الله علينا و حاولنا إدخال السعادة إلى قلوبهم البريئة ...

بعد مدة قصيرة من التحضير خلال شهر رمضان المبارك, استطعنا التنسيق مع مركز الحسين للسرطان للقيام بزيارة لأطفال المركز و الاحتفال معهم بالعيد هناك!

رغم حماستنا الشديدة للموضوع إلا أنا فكرنا ألف مرة قبل القيام بأي خطوة…

فلا ألعاب تحتاج جهدا جسمانياً و لا حلوى أو شوكولاتة للصغار و لا هدايا لن يُستفاد منها كتلك التي تتطلب القيام من السرير أو مشطاّ للشعر و رباطات أو مرطب شفاه للفتيات مثلاً

نعم هم ككل الأطفال يحبون هذه الأشياء جداً غير أن الله ابتلاهم بمرض صعب يحتاج إلى الكثير من الحيطة و الحذر إلى أن يعافيهم الله و يرفع عنهم !

فحاولنا بكل وسعنا أن نختار ما يسعدهم لا ما يحبطهم بإهدائهم ألعاب لن يلعبوا بها أو حلوى لن يأكلوها رغم رغبتهم بذلك !

وصلنا إلى المركز مع مهرج جميل ليساعدنا في إسعادهم و محمّلين بالعديد من أكياس الهدايا !

دخلنا غرفة الألعاب بالمركز لنجد عدداً من الأطفال ينتظروننا هناك …

أنا متأكدة أن صورة واحدة للغرفة كانت ستغني عن الأسطر التالية و لكن إدارة المركز أخبرتنا بمنع التصوير تماما حتى و لو بموافقة أهل الطفل أو الطفلة !! لذا سأقوم بتصوير المشهد بالكلمات :

أطفال من كل الأعمار …معظمهم موصولون بأجهزة و أدوية و محاليل… العديد منهم يرافقهم أمهاتهم…

وجوه بعضهم مصفرة من الألم… أيديهم مليئة بآثار الإبر … قليل منهم يرتدي ملابس العيد أما الباقي فبملابس أهم ميزاتها أنها مريحة !

استطعنا رؤية بسمة البعض فور رؤيتهم للمهرج … بعضهم شعرنا ببسمته فقط فإبرة المورفين التي تقطر في دمه تجعل قيامه بالابتسام ضربا من خيالنا !

رحبنا بهم و شغلنا أناشيد العيد و بدأنا بالألعاب و المسابقات …
و رغم احتياطاتنا السابقة إلا أنا اضطررنا لتغيير طريقة بعض الألعاب لصعوبة تحريك الأطفال أحيانا أو لأن معظمهم بالكاد يستطيع تحريك يده !!
نشاطهم معنا كان بسيطاً بقدر طاقاتهم و لكنا لم نجرؤ على طلب المزيد…

قد نسمع فجأة صوت صفارة أحد الأجهزة!! فتنقبض قلوبنا لتُخبرنا الممرضة أن الطفل يحتاج للعودة لغرفته ليعيد شحن الجهاز أو لأنه موعد دواء أو أشعة !!

كانت معنا طفلة لا يتجاوز عمرها الأريع سنوات …حليقة الرأس و وجهها أصفر إلا أن البسمة لم تفارق وجهها طول الزيارة و كانت تود المشاركة في كل شيء …

طفلٌ آخر في الخامسة من عمره تقريباً … لا يبالي بالمحلول الموصول ببطنه و يتحرك بنشاط طوال الوقت كعادة الأولاد في عمره… مشهور بخفة دمه بين المسؤولين هناك! لم يهدئ حتى أعطيناه هديته :)

و العديد العديد من النماذج التي تُدمي العين لم نملك إلا أن نكتم عبرتنا أمامها و نحمد الله على فضله و أن نحافظ على ابتسامتنا و نستمر باللعب معهم !

بعد ساعة من المسابقات و اللعب عاد الأطفال إلى غرفهم و بدأنا بتوزيع أكياس هدايا العيد على جميع من في القسم فبالتأكيد لم يستطع كل الأطفال الوصول لغرفة اللعب !

شعور لا يوصف شعرنا به و نحن نرى الفرحة في أعين الأطفال و أهاليهم عندما أخذوا الهدايا رغم بساطتها … شعور أروع بكثير من ذلك عندما نأخذ عيدية محترمة من أحد الأقارب مثلا ;) فلذة العطاء أروع من لذة الأخذ بمراحل عديدة !

أطفال العناية المركزة لم نستطع الوصول إلى أبعد من باب غرفهم و أوصلنا الهدية إما عن طريق الأم أو إحدى الممرضات!! شفاهم الله فهو وحده يعلم إن كانوا سيستيقظوا و يروا هداياهم أم لا !!

و بعد جولة سريعة على العيادات الخارجية انتهت زيارتنا بتوفيق من الله و تركنا المركز و ألسنتنا تلهج بالدعاء لكل المرضى و لكل الأطفال بالشفاء العاجل و أن يعودوا إلى منازلهم ليقضوا العيد القادم بين أهلهم و أحبابهم !!

كم أتمنى أن أُقدم لهم أكثر … أن يجعل الله على يدي مساهمة في تقدم علاجهم و لكن إلى ذلك الحين فإدخال الفرحة عليهم و الدعاء لهم هو كل ما أملك !


رسائل شكر :

شكرا لمركز الحسين لتعاونهم معنا و خصوصاً للدكتورة إيمان أبو حطب الأخصائية النفسية بالمركز التي نسقت معنا من البداية و رافقتنا طول الزيارة!

شكرا لكل من ساهم بالهدايا …شكراً لمدارس النظم الحديثة و لمركز رنا الثقافي و صديقتي شيرين لفواصل الكتاب الإبداعية!

شكرا لعائلتي الرائعة و خالتي فاطمة و أخوتي نور و أروى (مهرج الحفل) و صديقتي جمانة فلولا الله ثم لولا وجودكم معي لما استطعنا القيام بشيء !!!

شكرا لجميع الصديقات اللاتي أردن المشاركة و لم نتمكن من تحقيق ذلك لهن لصعوبة حضور عدد أكبر و بإذن الله يصلكم أجر نيتكم من الله !

ولكل من يحب أن يصله الأجر يمكنكم مساعدة المركز عبر الوسائل المذكورة في الرابط
http://www.khcc.jo/How_You_Can_Help.aspx
عافانا الله و إياكم و جميع المسلمين من هذا المرض الخبيث

البوستر من تصميم صديقتي جمانة أبو الشكر :)

هناك 4 تعليقات:

أمل علي يقول...

جزاكم الله خيرا..ياليتني كنت معكم فأفوز فوزا عظيما

أمل علي يقول...

جزاكم الله خيرا..ياليتني كنت معكم فأفوز فوزا عظيما

داليا يقول...

ماشاء الله عليكم يا زهره و كل الفريق الرائع الله يجعلك من الأطباء اللامعين و يكون اكتشاف علاج السرطان على ايدك يارب. الله يجزيكم ااخير و يعافينا واياكم وكل أحبابنا من كل سوء
داليا التميمي

eman ali يقول...

الله يعطيكي العافية يا احلى دكتورة زهرة وصاحبة احلى اطلالة ....والله انحرق قلبي وبكت عيوني وتمنيت لو بايدي ارفع عن كل الاطفال كل شي بعانوا منه...وشرحك كان فعلا دقيق حتى اني تخيلت هالصورة الجميلة من جهة والمؤلمة من جهة تانية ..واللي تحاشيت اني اسال عن تفاصيلها لما رجعتوا ...الله يشفي جميع مرضى المسلمين ...ويطمن قلوب الاهالي عاولادهم ويقر عيونهم فيهم دنيا واخرة ...ويجزيكم الخير
زهرة عنصر فعال كعادتك ياعسل