اختر لغتك ^^

2013-10-06

أنظمة استبداد في كليتي




سأروي لك ما حصل معي اليوم و تسبب بضياع 46 دقيقة من وقتي الثمين:
في كليتنا العزيزة قانون استبدادي ينص على ألا تخرج الطالبة قبل الساعة 12 دون بطاقة خضراء تحصل عليها بعد تقديم طلب رسمي مختوما من جهة عمل ولي الأمر -ولي الأمر متقاعد أو يعمل بشكل حر؟! ليست مشكلتهم- و مصحوبا بصورتين شمسيتين للطالبة.. و بعد دراسة الطلب تحصل على هذه البطاقة التي تحمل مسؤولية خروج الطالبة على وليها دون الكلية..
لو وضعنا كل عقبات اصدار البطاقة و افترضنا أنك حصلت عليها .. يجب عليك في كل مرة تغادر الكلية قبل ال12 ظهرا أن تظهرها لموظفة الأمن و توقع في سجل ضخم ثم تخرج للسيارة و إن كان موظف الأمن الخارجي في مزاج سيء يطلب منك أن تريه البطاقة و إقامة السائق-أنت طالبة منقبة و لم تتوقعي أن تري البطاقة لرجل ؟ ليست مشكلتهم..
لنفترض أنك و لسوء حظك نسيتي البطاقة- كما حدث معي اليوم- في أسبوع اختبارات متتالية تحسب حساب كل دقيقة فيها و كل ثانية.. استعد إذا لخوض مغامرة :
تذهب لموظفة الأمن التي تقف عند الباب لعلها تتذكر أنك تخرج مبكرا في عدة مناسبات و لديك بطاقة خضراء و تطلب منها أن توقع في السجل و تخرج.. لا فائدة فهي موظفة جديدة لا تستطيع أن تقوم بهكذا تصرف..

تأمرني الموظفة بالذهاب لمكتب قسم شؤون الطالبات  للتفاهم معهم..                                      
أذهب مضطرة و أنا أحاول جاهدة إبقاء الابتسامة على  وجهي ..                                                      
مرحبا.. نسيت بطاقة الخروج و سيارتي تنتظر بالخارج..
تنظر إلي الموظفة و التي لسوء حظي جديدة أيضا لا   تعرف من أنا..
من في السيارة؟!
السائق
هممم. إذا أحضري منه بطاقة الإقامة ثم سنتصل بوالدك لنرى إن كان يوافق على خروجك بهذا الوقت و مع هذا السائق
-_- أعد إلى العشرة لأتفادى أن ألكمها
و طبعا ليكتمل الفيلم فوالدي في رحلة عمل و مازال في الطائرة !!                                          
أخبرها بذلك فتصمت قليلا و تتأمل في وجهي لترى إن كنت أقول الصدق ! -_-
تقول ببرود إذا سأتصل بوالدتك ! حسنا أعلم أني قد أغرقتك بالتفاصيل و لكن تخيل معي أن اليوم بالذات صادف أن تنسى والدتي هاتفها في المنزل :"(
أقرر أني لن أخبرها بذلك لأنني متيقنة أنها لن تصدقني !!
أغض النظر عن هذه الإشكالية و أتصل بالسائق ليسلم بطاقة إقامته لموظف الأمن !! و لك أن تتخيل رعب السائق و عدم فهمه للخطوة..أحاول  أن أخفف من روعه وأن هذا

قانون جديد .. أقفل الخط متوقعة أنه قد فهم و سينفذ ..
أذهب لموظفة الأمن التي تتصل بنظيرها بالخارج ليصدمني بأنه لم يصله شيء.. و بعد اتصالات عدة بين السائق و الموظف أصل إلى الاكتشاف التالي: يجب على سائقي متواضع الفهم أن يذهب للجهة المقابلة من الكلية"قسم الطلاب" و يسلمها للموظف هناك و الذي بدوره يوصلها للمراسل الذي يوصلها لموظفة الأمن &_&
بعد أن أقضي 10 دقائق في شرح الفكرة للسائق و أطلب مساعدة موظف الأمن في جهتنا و أن يرافق السائق للمكان المطلوب..                                                    

طرق على الباب الفاصل  بين القسمين يعلن وصول البطاقة / €#¥÷¥#؛ أستلمها و أصور منها نسختين
هل نسيت أن والدي في الطائرة و والدتي بلا هاتفها      المحمول؟! أفكر في حل سريع و أتصل بقريبة لي تعمل في نفس المدرسة مع والدتي و أطلب منها أن تعير هاتفها لوالدتي قليلا مع شرح مختصر عن الوضع الذي أعانيه..
و أخيرا أرى نورا في نهاية الممر الطويل عندما أسمع صوت والدتي.. أشرح لها الوضع و أطلب منها أن تنتظر اتصالا من موظفة شؤون الطالبات..
أركض مسرعة للموظفة التي تصر بادئ الأمر أن تخرج رقم والدتي من السجلات ^^"                                  
أخبرها بأن السجلات فيها رقم والدي فقط.. فتوافق ممتعضة على أن أعطيها الرقم.. يستغرق الاتصال 30 ثانية

توقع بعدها على ورقة صغيرة فيها اسمي و رقمي الجامعي و تسلمني صورة منها مرفقة بصورة إقامة السائق !!!!

أتعلم شعور سجين حبس ظلما لمدة عقد من الزمن ثم أثبتت ورقة من المحكمة أنه بريء.. هذا ما شعرت به!!

أسلم الأوراق لموظفة الأمن و أوقع في السجل الضخم و أخرج للسيارة و للسائق المترقب ينتظر إقامته لنمضي إلى المنزل..

هل توافقني على عنوان الخاطرة؟! أليس هذا استبداد !
أظن الوضع يستلزم مني كرئيسة للمجلس الطلابي خطوات جادة لوقف هذه القوانين الغير منطقية !!
أود أن أحدثك أكثر ولكني وصلت المنزل ولدي من المشاغل ما يضطرني لإنهاء الخاطرة..
شكرا لأنك وصلت معي لنهايتها !



ليست هناك تعليقات: