اختر لغتك ^^

2012-01-20

أسماء... و آخرون...


أسماء.. من الأفلام العربية النادرة التي لم أستطع منع نفسي من البكاء أمامها..
الفيلم يتحدث عن أسماء ؛ امرأة فى الثالثة والأربعين من عمرها، مصابة بفيروس نقص المناعة ،تتعاطى العلاج و متعايشة مع مرضها، لكنها تجد صعوبة فى التعامل مع المجتمع وهى حاملة لهذا الفيروس الذى يدمر مناعة الإنسان، وسمعته أيضاً !

اغرورقت عيني بالدموع و أنا أشاهد أحداث الفيلم، إلا أن الخاتمة هي التي فجرت بي سيلاً من الدموع..
بالتأكيد لأن الواقع أقسى و أمرّ من أن يعبر عنه سيناريو..
أسماء الحقيقية لم تستطع مواجهة المجتمع كما فعلت أسماء في الفيلم..و ماتت بسبب رفض الأطباء أن يجروا لها عملية المرارة بسبب إصابتها..

لم تستطع مواجهة مجتمع جعلها تعاني من :
>> نظرات دونية
>> أصابع الاتهام
>> طرد من العمل
>> تكفير
>> امتناع عن المصافحة
>> هروب عند المواجهة
>> نبذ من المجتمع
>> قذف
>> حرمان من التعليم
>> تدمير سمعة العائلة
>> احتقار
>> نظرات شفقة
>> همز و لمز
>> تكهن بالمصير

كل هذا و أكثر تعاني منه أسماء و آخرون مصابون بنفس المرض كل يوم و كل أسبوع و كل شهر و كل سنة من حياتهم..
ليقتل كل ما فيهم من إرادة و قوة و كرامة و عزة نفس..
إلا من تعلق و توكل على ربه فحافظ على بقايا روحه على أمل أن يجد الراحة في الحياة الآخرة..
إلا أنه حتى في تعلقه بربه ، يتعلق تعلق المذنب الذي يتحمل نتيجة ذنبه..لا تعلق المبتلى الصابر.. حتى و إن كان بريء كبراءة الذئب من دم يوسف..

صحيح أن المرض ينتقل بالعلاقات الجنسية المشبوهة أو تعاطي المخدرات..
إلا أنه ينتقل أيضا بنقل الدم بلا فحوصات (أو بأخطاء في الفحوصات)، أو من أم حاملة للمرض لجنينها و رضيعها، أو بشفرة حلاقة غير معقمة، أو من شكة إبرة أو دبوس تلوثت بالفيروس بطريقة أو بأخرى..
ألأن المرض اكتشف في بداياته بين الشواذ جنسياً ألصقنا وصمة ""عارهم"" بكل مرضاه !

لماذا لا نعامل المرض و كأنه أي مرض سببه أي فيروس آخر ينتقل عن طريق سوائل الجسم..
لماذا لا نتعامل مع حامليه كأي مريض لديه مرض مزمن و يتعايش معه دون شفقة زائدة أو احتقار أو اتهام !
لماذا لا يدور هذا الحوار أبداً:
آه.. لديك فيروس نقص المناعة، عافاك الله.. استمر على علاجك و انتبه على نفسك، هيا لنكمل اتفاقنا/ عملنا / حديثنا/ دراستنا !

العالم و العلم يتطور..
و قد تطور علاج الايدز ليصبح حبة واحدة في اليوم بعد أن كان يعني رحلة للموت بلا رجعة..
فلماذا لا نتطور نحن و نتوقف عن إلقاء الأحكام الظالمة لحاملي الفيروس؟!!

لو أنا غيرنا هذه النظرة المجحفة بحق حاملي الفيروس..
لما تحرجت الأم الحامل من أن تطلب فحصاً لفيروس نقص المناعة في بداية حملها، سواء كانت تشك بذلك أم لا..
و لما انحرجت الحامل المصابة بالمرض أن تذهب إلى المستشفيات و تطلب العلاج لتضمن بعد إرادة الله عدم انتقاله لجنينها!
و لاستطعنا أن نمحي هذا المرض من الوجود..
ليبقى ذكرى قديمة مؤلمة يندم العالم كلما تذكر كيف بجهله و عناده جعلها تستمر أمداً طويلاً..


لأخذ العلم:
*فيروس الإيدز ينقل عن طريق
1- الاتصال الجنسي.
2- التعرض للدم الملوث.
3- انتقال الفيروس من الحامل إلى الجنين.

** فيروس الايدز لا ينتقل عن طريق:
!! المصافحة،
!! أو العناق،
!! أو القبلة،
!! أو استعمال أغراض المريض.

*** كشف تقرير منظمة الصحة العالمية المنشور في 2011 أن المنطقة العربية احتلت المرتبة الثانية عالمياً بين الأطفال المولودين حديثاً المصابين بمرض الإيدز، إذ جاءت بعد جنوب أفريقيا التي تحتل المرتبة الأولى، وتعتبر النسبة المرتفعة للمولودين حديثاً والمصابين بالإيدز في الدول العربية مؤشراً خطيراً في الوقت الذي تدنت فيه حالات الإصابة بين الأطفال المولودين في بقية دول العالم.

ليست هناك تعليقات: