أحلامي و الوسادة

اليوم** اشتريت وسادة جديدة..

 أخذت بعض الوقت إلى أن اخترت التي تناسبني..

 و الليلة هي أول لياليّ مع هذه الوسادة..

آه لو نستطيع اختيار أحلامنا..

 كما هي الحال مع ممتلكاتنا الأخرى..

و لكنها عالم غامض لم يستطع الإنسان سبر أغواره..

و  كما هي الحال مع كل شيء فهي بيد الله يقلبها كيف يشاء..

أحيانا تكون أحلامي هادئة الرياح..

 أجول فيها بين الأزهار والبساتين..

 أسمع هدير مياه النهر..ممزوجا بتغريد العصافير..

و أحيانا تكون أحلامي صولات لحروب و معارك.. 

بأشكال غامضة و أصوات صاخبة.. و وديان و حفر..

و كثيرا ما أحلم بمن أحب..

سواء أبعد اللقاء الأخير بيننا أو قرب..

و على رأسهم وطني الحبيب..

 فتارة أحلم بيوم العودة و الانتصار..

و تارة أحلم بزيارة خاطفة للديار..

 تلك هي أحلامي منذ الصغر..

أحلام تروي الماضي..و أخرى تحكي المستقبل..

ترى هل ستتغير أحلامي اليوم مع تغيير الوسادة..

لا أعلم.. و لكن الذي أعلمه أن لكل أحلامي نفس النهاية..

"إن كتبت لي الحياة بعدها طبعا"..

 فكلها تنتهي بفتح عيني على الدنيا و العودة إلى أرضها..

و كأنني كنت في سفر طويل و عدت إليها..

 أرفع رأسي عن وسادتي الحبيبة..

سارحة مع بعض الصور التي علقت بذهني من أحلام الأمس..

 متلهفة لليوم..مع دعاء صادق بخيره و خير ما بعده..

**: من أرشيفي..ليست قديمة..و لكن..ليس "اليوم"..