اختر لغتك ^^

2010-09-22

اشتقتُ يا رمضان




اشتقت لك يا رمضان
مع أنه لم يمض سوى أسبوعين إلا أن الحنين يكاد يبكيني..و قلبي من الشوق ما فتئ يروي لي.. عن تلك المشاعر الرائعة التي يفتقدها بعد ليالي رمضان و أيامه..
مشاعر نادرة يستحيل أن تتكرر في غير شهر رمضان..شهر الرحمة و الغفران و العتق من النيران..

اشتقت إلى وجبة السحور.. التي تجتمع حولها العائلة بطيب نفس..صحيح أن أخوتي الصغار يأكلون و هم يغالبون النعاس إلا أن لذاك المنظر لذته أيضا..و بعد السحور يتوضأ الجميع و ينتظرون أذان الفجر ليصلوا !!
وما أن نسمع الأذان حتى نهب جميعا لأداء الصلاة ، جماعة خلف أبي في معظم الأحيان..
و لأننا كنا في الإجازة الصيفية فكثيرا ما كنت أبات عند جدتي و للسحور هناك ذكريات أجمل..
حيث يصعب على جدتي النزول إلى المطبخ وإنما نجهز صينية بالطعام قبل أن ننام و نضعها في المجلس العلوي لتكون جاهزة وقت السحور.. و لتجهيز الشاي أو تسخين الخبز تستعمل جدتي "بابور" وهو غاز صغير بعين واحدة..يشبه الذي في الصورة على اليسار..
ياااه ما أحلى لحظات السحور..

اشتقت إلى نهار رمضان حيث النفوس الهادئة بلا جدال ولا سباب_ رغم تجاوزات البعض هداهم الله..
كنت أحاول جهدي ألا أتكاسل خلال النهار و تنبهني أمي بما كان ينجزه المسلمون في رمضان إن أنا نسيت..
شعور آخر للصيام.. يختلف عن الصيام في باقي السنة..روحانية خاصة برمضان..

اشتقت إلى لحظات الفطور والتي غالبا ما تكون جمعات عائلية كبيرة كانت أو صغيرة و خصوصا أننا في الأردن حيث يكثر الأقارب والأحباب.. سفر ممتدة مما لذ و طاب أدام الله علينا و عليكم نعمته..

إلا أن شوقي في أوجه لصلاة التراويح..
ما يميزها أكثر أنها الصلاة الوحيدة التي نحضرها في المسجد جماعة كنساء خصوصا أني لا أقيم في الأردن حيث تحضر النساء صلاة الجمعة أيضا..
و من توفيق الله أننا نسكن بقرب واحد من أفضل المساجد في عمان!!
ألا و هو مسجد الكالوتي.. حقا كل من يجرب الصلاة فيه لا يستلذ بالصلاة في غيره!!
قراءة صحيحة التجويد بديعة الترتيل..مع استشعار لكل آية..
يا الله..آيات كنت أقرأها و أسمعها لسنوات..إنما عندما أسمعها في الصلاة أشعر و كأني أسمعها لأول مرة!!
و رغم أنه لا يقرأ أقل من وجه في الركعة، ما كنت أشعر بالتعب و كأني في عالم آخر..
و بعد عشرين ركعة يكون الوتر.. بدعاء تهفو له القلوب و تدمع له العيون..
و لشهرة المسجد الواسعة فغالبا ما يكون ممتلئ و خصوصا في ليلتي السابع و العشرين والتاسع و العشرين وهي ليلة ختمه للقرآن..
و بغض النظر عن الازدحام فإن أوجه الناس مألوفة و تبعث على الارتياح..
كنت أشعر فيه بالأمان و الطمأنينة!!
أشعر و كأني في بيتي أو حتى أفضل..فأنا في بيت من بيوت الله!!

و هكذا انقضت ليالي رمضان و أيامه فكيف لي ألا أشتاق..
حقا لقد كانت لحظات فريدة من نوعها أدعو الله أن يعيدها علينا أعواما مديدة و أزمنة عديدة و نحن في صحة و عافية و أن يتقبل منا صيامنا و قيامنا..

ليست هناك تعليقات: