اختر لغتك ^^

2010-03-17

يكفينا صنعا لعلاقات نلقي عليها أخطاءنا..







تسأل أحدهم مسألة رياضية بسيطة و هو بالمرحلة الثانوية..
يبدأ بالمحاولة لثواني ثم يستسلم قائلا..
أن هذا كله بسبب معلمه الرياضيات بالصف الخامس الابتدائي ""هداه الله""
 فلم يكن بالمستوى المطلوب مما أدى إلى كرهه للمادة و تدني مستواه بها !!
وا عجبي,, ألم يكن بوسع المعلمين في كل السنوات التالية تحسين الوضع و علاج المشكلة..
بلا شك,, و لكنه أصلا لا يشعر بوجود المشكلة..
لأنه ألقى اللوم على غيره و ارتاح..

و أصبحت وظيفته هي ترديد تلك العبارة في كل مرة يفشل فيها في فهم قانون أو مسألة رياضية..
هذه الحالة و أشباهها تمر علينا كثيرا..
اختلاق الأعذار و التنصل من المسؤولية و إلقاء اللوم على أي شيء أو شخص في العالم غير أنفسنا..
أحسب و الله أعلم أنك بقراءتك لهذه السطور قد لمع في ذهنك موقف أو شخص ما !!
فهذه العادة منتشرة جدا ليس فقط في مجتمعاتنا بل في العالم كله..

ما السبب؟!
الخوف من مواجهة الذات لاكتشاف سبب المشكلة الفعلي 
و بالتالي لا يكون أمامه سوى أن يلقي اللوم على غيره..
أو قد يكون اعتاد على ذلك من صغره على هذه الطريقة
 فأصبحت تأتي منه بعفوية..و لم يجد أحدا يوجهه بعدم فعالية هذه الطريقة..
و قد يكون رأى غيره يفعلها كثيرا فيُنقذ من مواقف محرجة فقرر أن يتبع أسلوبه!!

هل لها أخطار؟!
بالتأكيد.. و أولها و أبسطها هو تفاقم المشكلة و تطورها
 بسبب أننا لم نبحث عن السبب الحقيقي المتعلق بنا نحن"" لنعالجه..
أيضا هناك ضعف الإنتاجية(أشعر كإني في شركة و لكن لم أجد تعبيرا أبلغ)..
و هذا يحدث بالتدريج.. أولا تنخفض إنتاجية الفرد ثم المجموعة ثم المجتمع ككل..
و عندما ثظهر الحاجة للمساءلة سندور في حلقة مفرغة فكل شخص يلوم آخرا لينجو بنفسه من المسؤولية..

أحد أوضح الشواهد هو ما يحدث في القدس اليوم..
فهي تكاد تخلو من المسلمين..
و تختنق من المستوطنات و المستوطنين..
و أقصاها قابع تحت الأنين..
يكاد أن يتهدم و نحن نائمون!!
و على مر السنين لم يفعل العالم سوى 
إلقاء المسؤولية و اللوم من عاتق مؤسسة أو حكومة لأخرى حتى ضاعت منا القدس..
أدعو الله أن تستيقظ الضمائر النائمة فتنتفض لنصرتها..
يبدو أني ابتعدت عن الموضوع !! و لكن الوضع في "أكناف بيت المقدس" يستحيل السكوت عنه..

هل تعلم لماذا كتبت هذا الموضوع؟؟
حسنا.. لإنني للأسف مررت بهذه الحالة فكتبته لأعود إلى رشدي و أنتبه..
فكما هو واضح..لم أكتب خاطرة أو تدوينة جديدة مؤخرا..
و لم أضف أي  موضوعا مدونتي الحبيبة منذ شهر أو أكثر..

لم يكن تجاهلا مني للمدونة..فهي في ذهني دائما و أبدا..
و لم يكن ذلك لافتقاري إلى الفكرة بل على العكس.. 
لقد كانت فترة مليئة بالأحداث التي تستدعي التعقيب عليها..
و لكني... لم أفعل..

و كنت كلما فكرت في ذلك..أبدأ باختلاق الأعذار لنفسي..
من ضغط الدراسة و عدم وجود الوقت
إلى تعطل جوالي و الذي كان بمثابة مسودة أكتب فيها أفكاري إلى أن تكتمل..
و أعذار أخرى كثيــــــرة اخترعتها..
و النتيجة لم أكمل موضوعا واحدا لأكثر من شهر..
و لكني استوعبت أخيرا..و واجهت نفسي بشجاعة"
حتى توصلت إلى السبب الفعلي و بدأت في علاجه..
و الذي هو خلل كبير في تنظيمي للوقت..
و أرجو و الله اعلم أن هذا الموضوع هو دليل على جدوى ما فعلت..


و هذا هو الحل لكل من هو في مثل حالتي..
 من إلقاء تقصيره على غيره:
أن يراجع نفسه إلى أن يصل إلى المشكلة الحقيقية و يبدأ في حلها..
فمعظم إن لم تكن كل هذه المشاكل قابلة للحل إذا و إذا فقط أردنا ذلك..
أما الأعذار الأخرى فهي واهية حيث أنها لا تشكل عائقا في الحقيقة..
و لا بأس من طلب المعونة كما فعلت
(و أشكر من كل قلبي من كان لي خير معين)
و عليه أن يتأكد أن كل ما يفعله في صالحه..

 ختاماً إليكم جميعا أقول.. 
يكفينا اختلاقا لأعذار واهية و لنفكر في تطوير أنفسنا لنرقى و ترقى معنا الأمة =)


و أعتذر عن غيابي هذه المدة.. و أعدكم بالتعويض قريبا..

ليست هناك تعليقات: